أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ما هو القلق الاجتماعي؟ أنواعه و 5 أسبابٍ له

ما هو القلق الاجتماعي؟ إنه اضطراب نفسي يؤثر على قدرة الأفراد على التفاعل بشكل مريح مع الآخرين، مما يجعلهم يشعرون بالخوف من الحكم أو النقد. تتنوع أعراض القلق الاجتماعي بين مشاعر التوتر الشديد والخوف من الإحراج، مما ينعكس سلبًا على حياتهم اليومية.

ما هو القلق الاجتماعي؟
ما هو القلق الاجتماعي؟ أنواعه و 5 أسبابٍ له

في هذا المقال، سنستعرض أنواع القلق الاجتماعي، وأسبابه، بالإضافة إلى الفروقات بينه وبين الرهاب الاجتماعي، لنساعدك على فهم هذه الظاهرة بشكل أعمق.

ما هو القلق الاجتماعي؟

هل شعرت يومًا أن مجرد التواجد في موقف اجتماعي يسبب لك توترًا غير مبرر؟ القلق الاجتماعي، المعروف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، هو اضطراب يتسم بالخوف الشديد من المواقف التي تتطلب التفاعل مع الآخرين. لماذا يحدث هذا؟ غالبًا ما يكون السبب هو الخوف من أن يصبح الشخص محط أنظار أو حكم سلبي. هذا الشعور يولد ارتباكًا كبيرًا ويدفع الكثيرين إلى العزلة الاجتماعية، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.

تخيل أنك مدعو لحضور مناسبة عامة وتشعر قبل الذهاب بقلق لا يمكن التحكم فيه؛ تفكر في كيفية تصرفك أمام الناس، وتخشى أن ترتكب أي خطأ يجعلك موضع سخرية. هذه المشاعر ليست مجرد قلق عادي، بل قد تكون عرضًا من أعراض القلق الاجتماعي. تتضمن الأعراض خوفًا من الإحراج وتوترًا شديدًا عند التعامل مع الغرباء، وقد يصل الأمر إلى ظهور علامات جسدية مثل احمرار الوجه أو التعرق الشديد. ربما تشعر بأن مواقف يومية بسيطة، مثل بدء محادثة مع شخص جديد أو مجرد النظر في عيني الآخرين، تمثل تحديًا ضخمًا.

لكن هل يعني هذا أن القلق الاجتماعي يستمر مدى الحياة؟ الخبر الجيد هو أن هناك طرقًا للتعامل مع هذا النوع من القلق. من خلال العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، يمكن للفرد تعلم استراتيجيات للتحكم في هذه المشاعر. بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد الأدوية في تخفيف الأعراض الجسدية والعقلية. كلما زادت الثقة بالنفس، أصبح من السهل مواجهة المواقف الاجتماعية دون توتر.

أنواع القلق الإجتماعي

القلق الاجتماعي ليس نوعًا واحدًا من المشاعر، بل يمكن أن يتخذ أشكالًا متعددة تؤثر على حياتك بطرق مختلفة. لكن، هل فكرت يومًا كيف يختلف كل نوع من الآخر؟ دعونا نستعرض ذلك معًا.

اضطراب القلق الاجتماعي العام

يُعد اضطراب القلق الاجتماعي العام الأكثر شيوعًا، حيث يعاني الفرد من توتر دائم في جميع المواقف الاجتماعية تقريبًا. سواء كنت في العمل، أو تحضر تجمعًا عائليًا، أو حتى مجرد التحدث إلى زملائك، قد تجد نفسك مترددًا وخائفًا من التعرض للنقد أو الحكم السلبي. تخيل أن كل موقف يومي قد يتحول إلى اختبار لقدرتك على التواصل مع الآخرين، مما يزيد من شعورك بالتوتر.

اضطراب القلق الاجتماعي غير العام

على عكس النوع العام، يظهر اضطراب القلق الاجتماعي غير العام فقط في مواقف اجتماعية محددة. قد تكون جيدًا في التحدث مع أصدقائك، لكن عندما يتعلق الأمر بالحديث أمام جمهور كبير، يبدأ التوتر في السيطرة عليك. على سبيل المثال، شخص يعمل بكفاءة مع زملائه يوميًا، لكن عندما يُطلب منه تقديم عرض تقديمي، يشعر بقلق شديد يمنعه من الأداء الجيد.

الفوبيا الاجتماعية المحددة

هل شعرت يومًا أن هناك موقفًا واحدًا فقط يثير قلقك؟ هذا ما يحدث في الفوبيا الاجتماعية المحددة. ربما يكون الخوف من تناول الطعام أمام الآخرين أو من التحدث مع الغرباء. على سبيل المثال، قد تجد شخصًا لا يستطيع الجلوس في مطعم عام خوفًا من أن يتم مراقبته وهو يأكل.

ما هي أسباب القلق الاجتماعي؟

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور القلق الاجتماعي، وقد تكون معقدة ومتداخلة. لكن، ما هي هذه العوامل التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب؟ دعونا نستعرض أبرزها معًا.

التاريخ العائلي

أحد العوامل الرئيسية التي يمكن أن تسهم في تطوير القلق الاجتماعي هو التاريخ العائلي. إذا كان هناك أفراد من العائلة يعانون من القلق أو الاضطرابات النفسية، فإن هذا قد يزيد من احتمالية تعرضك لنفس التحديات. إذا كان والدك أو والدتك قد عانوا من مشاعر القلق في المواقف الاجتماعية، فمن الممكن أن تتأثر بذلك وتكتسب نفس الاستجابة.

التجارب السلبية

تلعب التجارب السلبية، خاصة في الطفولة، دورًا كبيرًا في تشكيل الشعور بالقلق الاجتماعي. التعرض للتنمر أو الإحراج في مواقف اجتماعية قد يؤدي إلى تطوير مخاوف من التفاعل مع الآخرين. تخيل طفلًا تعرض للسخرية أثناء تقديم مشروع مدرسي، كيف ستؤثر هذه اللحظة عليه عندما يكبر؟

الشخصية أو المزاج

تلعب الشخصية أيضًا دورًا محوريًا. الأشخاص الذين يميلون إلى الانطواء أو الذين يفضلون العزلة الاجتماعية قد يكونون أكثر عرضة لتطوير القلق الاجتماعي. هل تجد نفسك تتجنب الأنشطة الاجتماعية لأنك تشعر بعدم الارتياح؟ هذا الشعور قد يكون ناتجًا عن سمات شخصية معينة.

متطلبات اجتماعية أو وظيفية جديدة

الانتقال إلى بيئة جديدة، سواء في العمل أو الدراسة، يمكن أن يكون تجربة مرهقة. فكر في كيفية شعورك عند الانضمام إلى فريق جديد أو بدء وظيفة جديدة. التوقعات الاجتماعية الجديدة قد تسبب قلقًا كبيرًا، خاصة إذا كانت لديك مخاوف بشأن قدرتك على الاندماج.

وجود مظهر أو حالة تجذب الانتباه

وجود مظهر أو حالة تجذب الانتباه، مثل الندوب أو اضطرابات جلدية، يمكن أن يزيد من مشاعر القلق الاجتماعي. تخيل شخصًا يعاني من حالة جلدية واضحة يشعر بالخوف من التعرض للتفحص أو التعليقات السلبية من الآخرين.

ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي؟

قد تبدو مصطلحات "الرهاب الاجتماعي" و"القلق الاجتماعي" متشابهة، لكن هناك فروقات واضحة بينهما. فما هو الفرق بينهما؟ دعونا نستعرض تفاصيل كل منهما لنفهم كيف يختلف كل منهما عن الآخر.

الرهاب الاجتماعي: الخوف من الحكم
الرهاب الاجتماعي يشير إلى خوف شديد من المراقبة أو الحكم أثناء أداء مهام معينة في الأماكن العامة. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالخوف قبل التحدث في اجتماع أو إلقاء عرض أمام زملائه. تخيل شخصًا يقف أمام جمهور كبير، ويتصور أن كل العيون موجهة إليه، مما يزيد من شعوره بالقلق والارتباك. هذا الخوف من التدقيق يمكن أن يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على حياة الشخص.

القلق الاجتماعي: التوتر والوعي الذاتي
على النقيض، يصف القلق الاجتماعي مشاعر التوتر الشديد والوعي الذاتي التي يعاني منها الأفراد في مختلف المواقف الاجتماعية، سواء كانت تلك المواقف فردية أو جماعية. هل سبق لك أن شعرت بتوتر قبل لقاء صديق أو خلال تجمع عائلي؟ هذا هو القلق الاجتماعي. إنه شعور يتغلغل في حياة الشخص ويجعله يشعر بعدم الارتياح في الأوضاع الاجتماعية، حتى لو كانت أقل حدة من المواقف التي يسببها الرهاب الاجتماعي.

أمثلة توضيحية
لتوضيح الفكرة أكثر، يمكننا أن نأخذ مثالًا على الرهاب الاجتماعي: شخص يرفض الذهاب إلى حفل زفاف لأنه يخشى من التحدث مع الضيوف. بينما في حالة القلق الاجتماعي، قد يكون هناك شخص يشعر بالتوتر قبل الذهاب إلى نفس الحفل، لكنه في النهاية يقرر الذهاب، رغم أنه يشعر بقلق كبير خلال التفاعل مع الآخرين.
نفسُــــک
نفسُــــک
تعليقات